الجمعة، 16 مارس 2012

Le renard passe passe, a chaqu’un a son tour





كنت قد آليت على نفسي ألا أدخل في دوامة الجدل الدائر في تحاليل الثورات العربية الحديثة ، او الربيع العربي على ما يحلو للبعض أن يسميه لأسباب ، أهمها :

1- أنا لا أفهم بالسياسة ( بالرغم من انتمائي لتيار سياسي ) ، لا ثقافة ، ولا ممارسة ، ولا حجة ولا تعليلا

2- جل علاقتي باللغة ، أنني أعشقها : نثرا وشعرا ، قواعد وأعرابا ، بيانا وتبيينا .

وبالرغم من قراءاتي -عبر الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة- من أطروحات طنانة ورنانة ، تتناول ما يجري في عالمنا العربي ، موالاة ومعارضة ، كنت أشعر بقدرتي على قص لساني من حد البلعوم لئلا يخونني فيكركر أو يثرثر ، فأنضم الى قافلة المتحزلقين والمتزحلقين في آن .

لذا ، أرجو ألا يحمل مقالي على محمل الجد او الأقناع ، وقد أفلت رسن لساني عقاله ، فما كتبت ألا لأضاعة وقتي بكتباته ، وأضاعة وقتكم بقراءته .

أذكر زمن دخولي المدرسة قبل خمسة عقود خلت ، أنهم كانوا يجمعوننا في الباحة الخارجية أذا أشمس النهار ، فتشابكت أيدينا ونحن ندور مرددين بالفرنسية:

Le renard passe passe, a chaqu’un a son tour

ومعناها بالعربية : الذئب يمر يمر ، على كل واحد بدوره .

وشريط الذكريات في مخيخي طويل ، أنما شفقة مني على من تجرأ على قراءة مقالي ، فلا ينتحر مللا، رأيت أن أعمل بطوله مقصَ الرقيب . ( تصفيق من فضلكم ).

وعلقت ( فوبيا ) مرور الذئب المارق في جلدي كالبرص ، فصرت أراه في صحن الفاصوليا ، وفي المنقوشة بالزعتر ،

وأخيرا وليس آخرا ، صرت أراه في الأمم المتحدة حتى القيْ ، ومجلس الأمن حتى قعدة الخلاء، وأروقة الجامعة العربية حتى البكاء ، والرخام المذهب في ممرات مجلس التعاون الخليجي حتى البغاء ، وفي ( ميكروفونات ) الصحافة الأبية حتى الأرتزاق ، وفي البيانات التي لا أول لها ولا آخر ، وفي القتلى ( الشهداء على الميلين ) وفي التظاهرات المبنية على علم واحد ، ونشيد وطني واحد ، واله واحد ، وفي المحصلة : على هبل عربي واحد .

كبر الذئب وسمن كثيرا ،

الذئب صار غولا ،

وما زال يمر يمر على كل واحد بدوره .

تفوه ... فيقوا بقا

هناك تعليق واحد: