الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

أغار مني ..أغار من أنسي الحاج


أغار مني  ..أغار من أنسي الحاج
الليل يقاسمني ، حلمي
أغارُ
الازمنة لا تسعفني لاشتهائكْ
أغارُ
تحاصرين وعي وهذياني
كتعويذة
كسدادة قلمي
كندمي
على سطر مَحَوته عن أستار نهدكْ
أغارُ
من طباعة شفتي لديوان خصركْ
أشتاقُ أن أشتاقَ لطقطقة كعبكْ
تروح وتجيء كغبار أغنية
كأرجوحة النشوة ‘  
أغار
من برق يحط على سفح ظهركْ
ورعد يهمهم في كريات دمي
أغار
من آهكِ الأخيرةِ
ومن فمي يتمتم
 حبيبتي . حبيبتي
أغار
من رائحة بلسم شعركْ
كغيم يمطر على الملاءة حبقا
أغار
من فردة حذائك في الممر ،
والأخرى على حافة السرير كهر كسول .
أغار
من المنضدة ، تستريح عليها حمالة صدرك اللاهثة.
من قارورة العطر ما فُضَ ختمُها .
من شعاع تسلل من ستارة لم نحكم أقفالها
من زجاج النافذة خلفها
من المرآة المتلصلصة
من عنكبوت السقف
من الجدارية المستنسخة لتيك العارية
من العارية في ذلك الجدار
أغار
من الرسامين والنحاتين والمسرحيين والعازفين والمغنين المنشدين
من شعراء التفعيلة
من شعراء الحداثة
أغار مني
أغار من أنسي الحاج

شفاه الرمل


شفاه الرمل
القابلة لم تكن هناكْ
لكنها لأجلي أتتْ
نجمة الصبح ، المغارةُ ، النخلة
لم تكن هناكْ
لكنها لأجلي أتتْ
أرضَعْتها قصائدي ، فنمَتْ
لأجلي نَمَتْ
وخرجنا من سلام الصحراءْ
ننوء بالحلم والتمر والبكاءْ
فارتوت ْ
شفاه الرمل ، وأعشبت ْ
قُحطا وظمأ مبتلا بالريح والغبارْ
فأذا انتصف النهارْ
سال سراب الغدِ
من خط الحياة في باطن يدي
وانتهتْ
كظل يعانق ظله ،
كملاكْ
حبيبتي لأجلي أتتْ
وانتظرتْ
سنلتقي هناك .
أفتحْ باب حُلمك ، أدخلْها ،
 الكلماتُ ،
 هناك لكْ
الاماكنُ ، الازمنةُ ، ما يُرى وما لا يُرى ،
هناك لكْ
أنفاسك ، أنفاسها ،
ذبذبات الهواء المرئية  ،
آهاتك ، آهاتها ،
شخير الأرض،
هناك لكْ
أنت المقاوم نسل العصافير ،
خُذ ْ بالك من أقدام الموج
 وارحل
لُفها كقصيدة تحت أبطك
 وارحل
أرحلْ الى نعاسك ،
زادك عُريُها وتقاسيمُ الكمان في شبقها.
سيجتر ليلك لعابه طويلا
فأذا تشقق
لا تفقْ الى ذاكرتك
أرضِع حلمك حليب الغد من ثدي الايام البليدة
 وارحل ْ
ستقاسمك الطرقاتُ نعاسك الابدي
وتشتاق الى عابر 
نسي حبيبته على شباك وحدتها
الفاتنات يؤمنَ بالعودة
اغلق باب حلمك
حبيبتك هناك .

الجمعة، 5 أغسطس 2011

في البدء كانت النشوة

في البدء كانت النشوة
حبيبتي مرَت
كالكريات البيض ، 
مرَت
كيمامة تفتش عن برِية داجنة ، 
مرَت
ولم أكن في الانتظار.
الوقت لا يتسع للحمقى
فلماذا أحوم حول جثتي ؟
ولمن أكوِم نثري في الطرقات ؟
هذه المسالك لم تحتمل دعابة قدميها
وأنا ،
طفلٌ حاف موحلٌ
فلماذا أحمل حذائي كوليمة ؟

حبيبتي مرَت
كالكريات الحمراء،
مرَت
والمكان لم يكن هناك .
فلم أسدلْ قصائدي على كعبة شفتيها
وعلى أصنام نهديها .
جاهلي مخضرم بالحب ، مشمع بالشبق .
أعبر العصور لأصل اليها.
حديث النعمة في تفعيلات الحب
أتسول الكلمات لأصل اليها.

حبيبتي مرَت
ككمىء الرعد مرَت
فمن يخيط هذه الاثلام في شراييني ؟
ومن يطبخ جسدي حساء للفطور؟
فليشرقْ وَجهها
وليغِبْ
وليبقَ الأفق مُثارا وجامحا 
النشوة هي البدء
مُري يا حبيبتي .