كرت كنزة جورج يمين
قرأت موتك على شاشة المؤسسة اللبنانية للأرسال .
أنا القاعد في غربتي كلاجىء عاطفي ، تمتص كاراكاس حثالة جسدي ، وفتات العرق من جلدي .
أكتب لك . لا عنك .
فأنا لست ( نوبة الحدد ) ولا ( الزين ) ولا ( طريزيا )
ولا أنت عنتر الميدان ، ولا بطل سهلة مار جريس ...
أنت العاجز عن لبط غطاء التابوت
وأنا عن زحزحة الحجر .
الحق الحق قيل لنا :
أن قارعة الطريق أكثر الوسادات رقة و حميمية ، وأن العري أشد دفئا من رغوة النساء أثناء الجماع ،
وأن الموت بكل أقنعته هو آخر الحفلات الماجنة في سجل الفرد المارق ، وأن الله مرَ من هنا ...
الحق الحق أقول له :
أنني أسير على وجه الماء حافيا من لحمي ، وأنني أنقل الجبال الى حيث يقل الضباب ويندر الثلج ، وأنني
أمتص حسك الاسماك كثدي في مطلع شبابه ، فلا أتكبد عناء شد الشباك ، فها هي تطفو على زجاج
النافذة كاللهاث ، تدخل في خرم الأبرة كخياط متقاعد.
الحق الحق أقول لكم :
أن ساعتي تهيج العقارب فلا تدنو ، وأن النبيذ يغار من دمي ، يبحلق في شراييني كطفل يوصوص على
أمه العارية ، فيكتشف أن جلدها لم ير الشمس .
الظلام في ألوانه مصاب بالعمى .
دعوا عصيكم خلف الباب .
أنتظروا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق