الأربعاء، 15 يونيو 2011

مزامير برسم البيع


مزامير برسم البيع

كالمخبول ، تفلت من يدي قارعة الطريق ، فيا لضيعة الدروب التي لم أعلم متى ُرسمت ، ويا لتعب قدميَ العاجزتين عن الوصول الى حيث تنتظرين ، ويا لفرح الارملة خلف بابها الموصد على حزنها العتيق .
أيتها الماطرة كغيم لم يصل بعد، رطبي حلقي المتشقق من الصمت ، 
أنا العاجز عن أنشاد تراتيل الالام ، أسقط من جوقة الجمعة العظيمة ، من جوقة الأحد، 
أنا المسلوخ حبا وشهوة .
أيتها المائجة قليلا كسواقي البساتين ، بلِلي ساقيَ المتورمتين ،
 أنا المعاقب دائما عن قذف كرة في ملعب الخصوم ، أبيع اللاعبين مصاصات السكَر في دكاننا المهترىْ
أيتها المنقوشة في زجاج المرآة ، أحفر أسمك في لهاثي وفي الأبخرة المتصاعدة من جسدي .
أنا الممتلىْ نعمة .
أيتها المباركة بين حبيباتي ، أدمت وردية العشق أصبعي ، أدمنتها .
أنا المعاقب دائما الى شجرة المشمش ، ظهري الى ظهر أخي الاصغر , تقتات شفقة الجيران والعنكبوت ، أكتب بدايات قصائدي وأواخرها .
أيتها المستلقية على مصطبة الخوف والضجر ، أنتظرك تحت أفعوانة الشمس وعقربة المطر ، وفجأة لا تصلين .
أقسم أنني لم آكل مشمشا ولا خوخا ولا ورقة زنزلخت ،
أنا الراعي الصالح جدا .


كان تفل البن ثقيلا في قعر الفنجان ، لا يصلح لقراءة البخت ولا للرشفة الاخير’ ، وكان الهواء حول منخريَ ثقيلا أيضا ، لا يصلح لرسم الغيوم والدوائر ...والتبغ لا رحمة فيه ، شتلة من السمرة والتعب واللذة ،  وأنا أعرف هذه الخاتمات ، واحدة واحدة أعرفها : بهدوئها . بمتعتها . بصمتها المريب .
مرَ على موتي سيكارتان وعود ثقاب ...
أي حزن يفوق ألم علبة الكبريت في زمن الولاعات ؟ هذا الجارور الشبق لم يفارق صباي ،
واستبدلته،
بكل حماقة ،
استبدلته ،
ككل حبيباتي ،
استبدلته ،
أن رجلا لا وفاء فيه لعيدان ثقابه أو نوع سجائره ، لا وفاء فيه لأحد .

أنتظر أن تكرَ عصافير البلور عن طاقاتها ، فأعلم أن يوما آخر قد رحل .


أيتها الساكتة في مواسم الكآبة
أهتاجي.
أيتها الساكنة ،
أهتاجي .
أيتها المارقة ،
أهتاجي .
تسقط عليك السماء لبنا وعسلا،
تمتلئين شبقا ونعمة وجمالا .
أيتها الحانقة ،
أهتاجي .
ترشُك الغذارى بكمشات الرز وبأزرار الياسمين ، تمتلئين حبا وشوقا ورغبة ، تثيرين حسد العاشقات عشيقة تلو عاشقة ،
فلماذا تقفين على حافة السطح حاملة زبيب تشرين ؟ ولماذا تقلقين من ليالي الشتاء التي انتظرتها طويلا ؟ ولماذا ؟ وأنت الأسطع والأبهى والأفظع شهوة ؟
وضبي حقيبة العتم وأكياس الضوء ،
ها أنا أستمع الى صراخي الساكن في الليالي الخرساء ،
ها أنا أتحسس أواخر شعرك فأشعر بأني حيٌ يعشق ،
ها قلبي مفتوح وعار كشباك كهف ...فلماذا لا ؟

كنت أغار على الكون
صرت أغار منه .                                                                                                  

للقمر أربع عجلات ، يسهل عليَ دحرجته طوال الليل ، والشمس مكربجة ، فيجهدني الضوء .
أنا معتلُ الأول والآخر ، أفلت من القاعدة التي تٌحِدُ ولا تَحُدُ ، أترك على جلدي سهولة القرار .
مرري أصابعك ،
واحدا على سفوح جسدي ، وآخر على تلال أحلامي .
أنا عاشق بلا خجل ، ماطر ، لا تتسع السطوح لزخاتي ، شبق لا أحتمل المداعبات الصغيرة ، طامع لرفة جفن لا مساحة لها ، دعي عينيك حرتين ولتنظرا : ها هو الريح فادما على حصانه .. تنحني القصبات ، تصير نايات ومواويل بطيئة . ها هي الوحشة آتية على ظهر الحبر .. تأخذ الأوراق شكل الحروف : تُجرُ ، تنصب ، ترفع كصلبان ..

السكون يقرأ الورق
الورق حبل صرة السكون

أستلقي على ظهر فراشة
أنقذي نفسك من ثقل الأسماء
العطر وحده قادر على أحتمال أمرأة .
أستلقي على جناحي حمامة ،
أنقذي قدميك من مشقة الطرقات ومزالج الأبواب وعنم الغرف .
أمتطي الريح .
الهواء وحده قادر على حمل أمرأة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق