ثورة حتى
ككبش ماعز ترجعني الى عشيرتي رائحة أنثى ، أدور حول الخيام على عجل قبل أن تصل الالفية الرابعة فلا أجد في المعاجم طللا ، فممن أستدين دمعا ؟ وأين سأجد موقدا خامدا لأدفىء باطنتي؟
أنا المتواري خلف الاقدار ، أخبىء عجزي في الفوانيس ، أحكها ، تنجب أساطيرا ، أسدلها كالمعلقات عربية من ألفها الى يائها المقصورة كاقزام الغابات ، طويلة كدشاديش المتصوفة ، تمر الصحارى من حولها كغريب لم يعرف زاروبا ، فاته وقت الغداء حين انقض على مائدته صقر الخليفة .
أيتها المدائن ،
أيتها الممالك ، أيتها الاقطار ... تمغطي ، تثاءبي ، لن تستفيق الديدان في أمعائنا بعد .
فليفتعل بنا الحاكم كما يشاء،
وليأت الطوفان بما يشاء ،
ولتسقط بابل عمن تشاء
ثمود هناك...ثمود هنا . .
أفلتت من يد الطوفان حمامتان : ذكرا وأنثى ،
تفلت من يده الخليفة صقران : ذكرا وأنثى ،
وصلت رسالة الله ...لم تصل ...حتى وريقات دوار الشمس ذبلت قبل أن تنهي المسألة ، سقط القمر على الفقراء ، سقط الفقراء في فخ العشق ... أهتاجوا ، فاضت الكرة بالمعدمين ، فاضت قريحة الفلاسفة ورحلوا ، أطل الانبياء ، قاموا بواجباتهم ورحلوا ، قذف ماركس برأسماله في الحديقة ورحل
لن يضغط ألعازر على ( الريموت كونترول) مرة أخرى
لن يرسل لنا الرسول بريدا الكترونيا
توقف عن انتظار الصوت ، بُح الله في غزة ، اضاع هاتفه في القدس ...
أيتها الأقطار تمهلي،
الحرية ليست وباء سقط سهوا من مؤخرة جرذ ،
والانظمة ليست سطح البرج المائل،
والثورة ليست جينزا أزرقا ...
احسبوا المعادلة الخاطئة : الحاكم الخاطىء في الزمن الخاطىء ... أستفتوا الاعداد : المجموع المطلق نعما ، المجموع المطلق لا ..أحصوا الاصوات : بالدم بالروح نفديك ... حتى الأبكم يفديك ...
أيتها الأقطار ابتردي ، أثلجي على الساحات ، أفرشي على الميادين جليدا سميكا ، أقفلي الازقة ب (عاجل) ، والممرات ب ( ورد الان ) .. علهم يستحون .
تفرقوا ، عشائر عشائر تفرقوا ، قبائل قبائل تفرقوا ، مللا ، أعراقا ، أخوة بالارحام ، بالرضاعة بالفطام تفرقوا ... التجمعات ممنوعة .. المجتمعات ممنوعة .. حتى النصر .
أيتها المدائن تمايلي ،
سيأتيك البرص ، سيجتاحك كوشم التتار،
وحده ، ناقر الطبلة يعرف تضاريسك ، ونحن على وقع ردفيك نصنع أحلام الأيام ، نجتر مجدا ، نزحلقه حول استدارة بطنك العاري فندوخ .
هاتها ، المدائن ظمأى
الخليج هناك
والبحر هناك
والملح يعجن الجوع في عرق الدراويش
هاتها ، المدائن جائعة
أذبحْ لها العجل المسمن ، أحشُ أمعاءها بالقات .
لن يسقط في حضنها تمر بعد اليوم ،
هاتها ، المدائن مهتاجة
بابل تستند على برجها فلا تقع ، والكبريت يضيء سماء صدوم .
تجمَعوا ، عشائر عشائر تجَمعوا ، قبائل قبائل تجمَعوا، مللا ، أعراقا ، أخوة بالارحام ، بالرضاعة بالفطام تجمَعوا .. لا تخرجوا من داحس ، لا تخرجوا من غبراء .. حتى النصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق