دورة حول قانا
أدور حول شعرك وأسقط.
ترملت آخر نقطة في محيط الكأس .
ليلة أخرى وأصير سفَاحاً
أطرد القابلة عن حافة الموت
ثم
طويلا ..طويلا أحبك .
رداؤك والنبيذ وأنا .
وحيدا أنتظر : تصل أو لا تصل ؟.
عبثا يعشق الشارع حذاءك .
لحظة أخرى ويصطادني الخوف .
ألهث باحثا عن أنقاض كعبك ونتف ثوبك .
لن تفرَ عيناك ولا شعرك الطويل .
تعالي من خدرك نفترش العراء
نصير عشباً .
كم يبلغ الصيف في مقياس القمح ؟
والزمن كالمجاري ...
من أين يبدأ الرحيل لارسمك على الشراع ؟
ثم
طويلا .. طويلا أحبك .
قدماك عاجزتان والقتال على الابواب .
كان المساء دخانا .. فمن أين أضيْ القمر؟
ومن أين أفصل الشمس عن عشب الشتاء ؟
مشى الجفاف وتشقق الصبار والاسماك في القاع ترمق الماء بكآبة .
كم دمعة يحفر النهار في وجهي ؟
هذه الحياة المسخ – المسلخ !!
أتقيأ الهواء
والصباح براز المساء .
كم تخجلني الاخبار القادمة من البحر
والاخبار الراحلة عبر البحر
كم يخجلني البحر ..
أمه عاقر
والخصب وراء الاسوار.
يتيما يراقب الوطن .
يقف خلف الكتب المنزلة
يجتهد
يستشهد .
توضأ وما لبث ينتظر سجادة صلاته:
تصل أو لا تصل ....
لحظة أخرى ويمزقها الخوف .
يقرأ الفاتحة على نفسه . . ويسقط .
الجماهير عند الاسوار ..
تدخل وجوههم في نبضي المخنوق
في فئة دمي
تسقط أقلامي
تسقط الابجدية ..
لا قمر بعد اليوم
كل الكواكب كالرحى تدور
تفصل التبغ عن التبغ ...
نتفاً نتفاً .. أجسادهم في الحقول , تنتظر العرب !!
يغمرها العار والنصر
كل وردات بيتنا تنزف : ( وحدنا لليوم العاشر نقاتل )
عيون القرش في وجه السجَان والسجين .
من يأخذ المرجانة أولا؟
تمتصٌ ( أنصار ) الذكريات من أمعائه
عاد
بلا ثور ولا حقل ...
أمسك بالطائرة من خدِها ونام .
واقفا في الريح تلمع غمازتاه .
لم يسلم من دعابته القمح .
أخذ منجلا من القش فبكت عصافير ضيعته ..
تراجع عليُ حتى نعشه . رفعه فوق رأسه كبائع الكعك ..
دار حول قانا
وانتظر ..
دار حول قانا
وسقط ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق