فقط أرحل
حين تدبُ الالقاب حولك , ضع قدميك تحت وسادة الطريق .
أنت القادم مطرودا ، مسحوبا من رحم ذاك المساء ، مضروبا على قفاك ، ممسوكا كالشاة عند سلخها .
أنت العابر دون ذنب .. يرجع صداك في الكون كنملة خرساء .
تفتح يديك للفراغ ، وعينيك على عتم الشمس ، فيبهرك نعاسها .
بنيت قلاع الرمل وممالك التراب وجيوش الغبار ..
ثم انتاب الهواء السعال ، ثم اهتاج البحر – البحر
الذي يفرج ساقي الارض كلما وصوص على عريها القمر
فسقطت في نعاسك كدمعة بلهاء .
أنت المٌنتظرُ – المنتَظِر ،
منسياً وحيدا تبخل عليك الذاكرة الا من نسلك ،
يفترسك التراب لينبت قشاً
وهشيماً .
ضع في ياقتك ناياً وفي جيبك قصيدة ، وارحل .
ألصق بفمك شفتيها ، وارحل .
أغرز وجهك بين نهديها ، وارحل .
امليْ قربتك بميرون شفتيها ، وارحل .
زادك الرغبة
فالاقانيم قلادات العذارى ، حيث لا خمر .
خصبك مرئيُ ، والمجرة غارقة في منيِك ، ستنجب .. أقسم بكل ما ترتديه من قماش وجلد ... ستنجب ..
أقسم بكل اللحم والعظم الذي تنوء تحته .. ستنجب ..
فقط . أرحل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق